◄ بـ " غرينتا الرومان " الذئاب تفترس العجوز بطريقتها [ مقال تحليلي مُترجم ] ►
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
.
.
.
.
.
روما دخلت هذه المُباراه وهي مُحبطه ، فهي تأتي من 4 هزائم وتعادلين ، وهو أسوأ مُعدل للفريق في هذه البطوله مُنذ إبريل 2005 ، بينما اليوفي يدخل المُباراه بظروف مُعاكسه تماماً ، يدخل المُباراه بإرتياحٍ كبير ، خصوصاً بعد سحقه لـ سيلتيك في غلاسكو في الدور الـ 16 من مُسابقه دوري ابطال اوروبا ، المُباراه عكست الكثير من المُعتقدات التقليديه هذا الموسم ، في هذه المُباراه روما أثبتت انها تمتلك فريق قادر على الدفاع بشكل جيد جداً ، وأن اليوفنتوس ايضاً من المُمكن ان يكون عاجزاً في خط الهجوم .
* الصوره توضح تشكيل الفريقين وتحركاتهم
تغيير التكتيك : روما دخلت المُباراه بخطه 3-4-2-1 ، توتي ولاميلا في المُقدمه ، خلف اوزفالدو الذي كان يشغل مركز المُهاجم الوحيد ، إختيار بيريس لـ اللعب في مركز قلب الدفاع كان بمثابه المُفاجأه للجميع ، ادواره لم تكن محصوره في الخلف فقط ، بل كان يُساند بيانيتش ودي روسي الذين شكلوا شراكه في مُنتصف الملعب ، ومن ثم يعود مُجدداً لإستكمال ادواره في الـ " Center Back " ، بيانيتش بتقديم أدائه الطبيعي بالإضافه للمزيد من الواجبات الدفاعيه ، لذلك كان من الطبيعي أن تقل تحركاته الهجوميه في خط المُقدمه ، ولكن بنسبةٍ كبيره نجح في تطبيق الأوامر والمهام المطلوبه منه .
مُدرب الفريق السيد أوريليو أندرياتزولي ، أكد أن هُناك تغييرات تكتيكيه حدثت في خط المُقدمه ، حيث يوضح هذه التغييرات من خلال حديثه بعد المُباراه " في هذه المُباراه أجرينا العديد من التغييرات التكتيكيه ، وضع توتي ولاميلا خلف المُهاجم كان لأكثر من سبب ، اولاً لخلق المزيد من الفرص والحلول الهجوميه ، وثانياً لتضييق الخناق على صُناع لعب المُنافس " .
في هذه المُباراه ، إضطر كونتي لإجراء تغييرين في تشكيلته الأساسيه نظراً لفقدانه خدمات كلاوديو ماركيزيو و فيديريكو بيلوسو الذين يُعتبرون أحد أهم أوراقه التكتيكيه ، أسامواه كان لتوّه عائد من بطوله الامم الافريقيه ولعب في مركز الجناح ، بينما بول بوغبا عوّض غياب كلاوديو ماركيزيو الموقوف في هذه المُباراه ، غياب ماركيزيو وبيلوسو لم يكن مُؤثراً بشكلٍ كبير بالنسبه لكونتي ، لذلك لم يضطر لتغيير التكتيك ، وبدأ اللقاء برسمه التكتيكي المُعتاد 3-5-2 .
في سبتمبر الماضي ، سافر نادي روما الى تورينو لمواجهه اليوفي تحت قياده زيدنيك زيمان ، ولكنه تكبّدوا خساره قاسيه بنتيجه 4-1 ، وكان من المُمكن ان تكون أكبر من ذلك ، روما مع زيمان كانت تُهاجم بشكلٍ عشوائي وتتخلى عن منظومتها الدفاعيه في كثير من الأحيان ، لذلك غالباً ما كُنا نرى الفريق يعيش في حاله فوضى .
يوم السبت الماضي ، روما قدمت عرض مُتمثل في التنظيم والإنضباط ، كان من المُستحيل ان يحدث تحت قياده زيمان ، المُدرب الجديد اوريليو اندرياتزولي قدم نفس الأداء ولكن بنتيجه مُخيبه لـ الآمال في أول مُباراه له خارج الديار ، حيث خسر من سامبدوريا 3-1 .
ليله السبت الماضي كان الفريق المُضيف أقل حيازه وسيطره على الكُره ، حيث أكمل 347 تمريره صحيحه من أصل 437 ، روما كان يُحاول التمرير بإستمرار ولكن عبر تشكيل الخطوره من خلال لعب الهجمه المُرتده وإيصالها الى الثلاثي الامامي ، توتي ، لاميلا ، اوزفالدو ، الذين خلقوا فُرص تهديفيه حقيقيه ولكنهم فشلوا في ترجمتها الى أهداف .
* الصوره توضح تمريرات دي روسي وطريقه عمله
دي روسي : بعد تلك المُباراه في تورينو ، دي روسي وزيمان تجادلوا في غُرف تبديل الملابس بعد نهايه المُباراه ، هذا الموقف دفع بـ دي روسي للدخول في موقفٍ عصيب ، ولكن في ليله السبت في الاوليمبيكو ، دانييلي دي روسي لعب مره أخرى كـ ريجيستا في خط وسط روما ، وكان أحد الأسباب الرئيسيه لتحقيق هذا الفوز .
دانييلي دي روسي تلقى الإنذار في وقتٍ مُبكر من المُباراه بشكلٍ لا يُصدق ، ورُبما كان محظوظاً بعدم تلقيه البطاقه الحمراء ، كان يجب عليه ان يحد من قدرته البدنيه اثناء التدخلات ، أكثر ماتميّز به دي روسي في تلك الليله هو الضغط المُستمر على الخصم والإستلام والتسليم ، حيث انه تقريباً أكثر لاعب من روما كان يستقبل الكُره على ارض الملعب ، دي روسي إرتكب خطأ واحد فقط تلك الليله ، علماً أن روما إرتكبت 11 خطأ في المُباراه بأكملها ، على الرغم من أن عمليات الضغط المُستمر والتدخلات المُباشره بلغ عددها 31 ، الا ان 19 منهم كانت ناجحه .
لاعب خط الوسط كان يقوم بدور دفاعي رئيسي في الشوط الأول من خلال بقائه في عُمق المناطق الخلفيه أمام ثلاثي الدفاع أثناء تقدمه بيانيتش للأمام ، بالإضافه الى مُساعدته الدائمه لـ ماركينيو على الجهه اليُسرى للتقليل من خطوره ليشتشتاينر .
في هذه المُباراه أكمل دانييلي دي روسي 54 تمريره صحيحه من أصل 63 ، كُل شيء في مُنتصف الملعب كان يمر من خلاله ، على الرغم من أنه يتسم بموازنه العمل والجهد ، في هذه المُباراه لم يكن أدائه دفاعي بحت فقط ، فقد كان مُميز جداً في مُنتصف الملعب من خلال تنظيم الهجمه وتوزيع اللعب .
إسلوب روما : روما سمح لليوفنتوس أن يتقدم بالكره ، حيث انه كان يصل إلى مناطق روما في كثير ٍ من الأحيان في الشوط الأول ، بارزالي كان يتقدم بسهوله ، وهذا الأمر لم يكن مألوفاً لـ فريق بحجم روما ، أغلب عناصر اليوفي كانت تتقدم لتصل الى مناطق روما ، كان هُناك شعور من الضغط على دفاع روما في الشوط الأول ، لم تكن هُناك سيطره مُطلقه لـ روما مما لم يسمح لهم من تطبيق أفكارهم الذين يُريدونها .
لاعبي خط الوسط كانوا على تركيزٍ عالي في مهامهم الدفاعيه ، ولكن خط الهجوم كان بعيداً عن تلك الأجواء ، مما ولّد شعور بالعُزله وتفكك في بعض الخطوط ، تمت مُعالجه هذه الأمور في الشوط الأول ، وكانت النتيجه هي ان روما ظهرت مُتماسكه بشكلٍ كبير في الشوط الثاني ، دي روسي وبيانيتش كانوا أقرب لخط الهجوم من الشوط الأول ، والدفاع لم يتراجع ويشكل عُمق دفاعي لكي لا تتفكك خطوط الفريق ، توروسيديس كان له تأثير كبير في هذه المُباراه ، حيث أنه أخفى تماماً الجناح النفاث اسامواه ، شل تحركاته وأصبح غير فعّال في عناصر فريقه ، ليشتشتاينر كان يُقدم اداء عالي جداً في الشوط الأول ، ولكن في الشوط الثاني قلّت فعاليته بسبب إلتزام ماركينيو بمُراقبته والتقليل من خطورته .
هدف توتي أجبر اليوفنتوس على الهجوم بشكلٍ أكبر ، لذلك وُجدت المساحات وكاد ان يُسجل اوزفالدو اكثر من هدف نظراً للمساحات المُتاحه له ، توتي ولاميلا تألقوا في هذا الشوط وخلقوا العديد من الفرصه السانحه للتسجيل ، مُدرب الجيلاروسي اوريليو اندرياتزولي لا يواجه الآن الا مشكله واحده ، وهي اضاعه الفرص ، الآن يجب ان يفكر كيف يفك شفره هذه المُشكله ، روما كانت تخلق العديد من الفرص ، كانوا بحاجه للمزيد من الجوده ، خصوصاً من لاميلا واوزفالدو .
* الصوره توضح مناطق عمل اليوفنتوس خلال المُباراه
إفتقاد الحس الهجومي : على الرغم من أنهم حصلوا على الجزء الأكبر من الحيازه والإستحواذ على الكُره بإكمال 452 تمريره صحيحه من أصل 560 ، الا ان اليوفنتوس نادراً ما كان قادراً على ترجمه ذلك الى فرص تهديفيه ، على الرغم من إستحواذهم على الكُره الا انهم لم يُسيطروا على المُباراه ، سددوا 8 تسديدات ، منها 3 على المرمى فقط ، من ضمنهم الركله الحُره التي نفذها بيرلو في الشوط الأول وأنقذها حارس الجيلاروسي مارتن ستيكلنبيرغ ، كُل ذلك لا يعني الا شيء واحد فقط ، هو ان البيانكونيري لم يختبر حارس الجيلاروسي ابداً .
اليوفنتوس لم يكن قادراً على الحصول على شيء ذو معنى داخل منطقه جزاء روما ، مع دفاع الجيلاروسي الصلب والضاغط بإستمرار ، كان من الصعب على ماتري او فوزينيتش الحصول على مساحاتٍ يُستفاد منها ، اليوفي لعب 28 عرضيه داخل مناطق روما ، ولكن ولا واحده وصلت إلى لاعبيهم في تلك المنطقه .
في الدقيقه 70 ، غيّر كونتي إسلوب اللعب من الـ 3-5-2 إلى 4-3-3 بإدخاله للمُهاجم نيكولا أنيلكا ، المُهاجم الفرنسي لعب على الجهه اليُمنى ولكن لم يجد أي مساحه يُستفاد منها سواء بالإختراق من العُمق او حتى بضرب الدفاع بالتمرير ، التبديل المُهمش ايضاً كان مُتمثل في تقدم بوغبا الى الأمام ، مما ترك مساحه واسعه خلفه ، وبذلك يكون قد ترك بيرلو وحيداً في مُنتصف الملعب ، وهذا ما مكّن روما من بناء عده فرص وأجبّر اليوفنتوس على الإرتباك وهذا ما كان واضحاً من خلال الأخطاء المُرتكبه والتي بلغت 19 على مدار المُباراه كامله .
* الصوره توضح تمريرات بيرلو وطريقه عمله
مع عدم وجود المساحات ، قلّه الحركه وتغيّر إسلوب اللعب ، وهذا ما يتضح للعموم من خلال إنخفاض اداء الفريق خصوصاً بيرلو الذي أكمل 62 تمريره صحيحه من أصل 86 ، في الشوط الأول بيرلو كان أكثر راحه وكان يجد المساحات ، ولكن مع الضغط العالي لـ روما في الشوط الثاني وجد نفسه تحت ضغطٍ مُتزايد ، مما صعب من مهامه المطلوبه منه والمُعتاد على تأديتها .
هذه المشاكل توضح لنا مدى حرص انتونيو كونتي للتوقيع مع النجم الباسكي فيرناندو يورنتي ، المُهاجم الباسكي قوي جداً وكان سيفيد اليوفي في هذه المُباراه ، فهو يُعتبر نقطه مرجعيه في خط الهجوم ، حيث بإستطاعته ان يكون الرابط لزملائه داخل منطقه جزاء الخصم ، هم يحتاجون الى يورينتي الآن لإنقاذهم من مواقف كـ هذه ، ولكن لسوء حظهم فهو لن يأتي إلى في يونيو المُقبل ، وذلك نظراً لموقف أتليتيك بيلباو حول وضعيه اللاعب .
إرهاق اليوفي : بعد أن لعبوا مُباراتهم الثالثه في ظرف إسبوعٍ واحد ، إنزعج مُدرب اليوفي انتونيو كونتي من عدم وجود الراحه الكافيه لليوفنتوس ، مما سبب الإرهاق والتعب لفريقه ، حيث يوضح موقفه بشكلٍ أكبر من خلال تصريحه عن هذا الأمر " قُلتها في وقتٍ سابق ، لعب 3 مُباريات في ظرف إسبوعٍ واحد لا يُرضيني ، من الطبيعي ان يُؤثر علينا التعب بعد أن لعبنا مُباراتين ضد فريقين مُهمين ، يومٍ إضافي من الراحه كان سيُساعد في إعاده شحن طاقات الفريق " .
إنها ليست مُجرد إختبار لقدره فريقك ، الخيار الأول للمُدرب لهذه المرحله من الموسم سيُخبره بمدى قدره قوه فريقه البدنيه والعقليه ، كل هذه العوامل قد تلعب دوراً كبيراً في المرحله المُقبله من دور ابطال اوروبا ، لذلك قد يضطر كونتي للتضحيه بحظوظه في دوري الأبطال من أجل الظفر بالإسكوديتو .
الإستنتاجات : ثلاث نقاط وأداء كبير وراقي جداً يبعث التفاؤل في نفوس لاعبي ومنسوبي الجيلاروسي للفتره المُتبقيه من الموسم ، الوصول للمقاعد الاوروبيه لا يزال ُممكناً و واقعياً ، ولكن الإسلوب والنموذج الذي ساهم في هزيمه اليوفي يجب ان يُطوّر أكثر بدءاً من رحله يوم الأحد الُقبل ضد اتالانتا .
رد: ◄ بـ " غرينتا الرومان " الذئاب تفترس العجوز بطريقتها [ مقال تحليلي مُترجم ] ►
تحليل مميز ولكن هناك تعقيب وحيد هو ان ديروسي ترك الجهه اليمنى لتوروسيدس للتغطية حيت انه كان ينزل للمساندة الهجومية فقط عندما يتاكد ان توروسيدس موجود بجوار بيريس ...
هده النقطة دكرتها صحيفة لاجازيتا صباح الاحد بعد المباراة وكدلك المحلل الانجليزي هارد للجزيرة +3
ببساطة ديروسي اذكى محارب ف عالم الكرة
كلنا شفنا دموع الفرحة على وجه الامير بعد الفوز ddr
يوم رحيلي عن روما هو نفس اليوم الذي سارحل فيه عن الحياة
رد: ◄ بـ " غرينتا الرومان " الذئاب تفترس العجوز بطريقتها [ مقال تحليلي مُترجم ] ►
الله يعطيك العافية على الترجمة الاحترافية والعرض الراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن وجهة نظري أن مباراة اليوفي أخذت أكبر من حجمها
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتطورت لأبعاد أخرى وتفاؤل غير طبيعي
ـــــــــــــــــــــــــــ
مع زيمان قدمنا سلسلة من اللقاءات الرائعة والمماثلة لهذا اللقاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثل هزيمة الانتر والفيولا والميلان والعودة الكبيرة أمام جنوى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن بعد ذلك تراجع الفريق بشكل غير طبيعي نفسيا وأداءً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصد من كلامي هو أن لا ننجرف في أحلامنا بشكل كبيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب علينا أن نتريث في ذلك فهذه روما المتذبذبة في الأداء منذ أكثر من موسم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
علينا التريث لما بعد أكثر من 3 لقاءات وبعدها نبدا بالحلم
ـــــــــــــــــــــــــــ
وكم أتمنى المواصلة على هذه الروح وهذا التماسك لأطول فترة ممكنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويجب الآن اثبات أنفسنا والظهور أمام أتلانتا بمظهر الفريق الكبير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانتهى
رد: ◄ بـ " غرينتا الرومان " الذئاب تفترس العجوز بطريقتها [ مقال تحليلي مُترجم ] ►
مبـاراة اليوفي كانت النقطة المحورية للفريق ، لذلك أندرياتزولي ركز عليها وحضر المباراة بطريقة مثالية .!!
تكتيك المدرب نجح وأحرز الفوز ولو إن في بعض الأخطأء إلى انها بتتحسن مع مرور الوقت