بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
. . . . . . .
الحديث دائماً عن الإسطوره فرانشيسكو توتي يكون فريداً من نوعه ، مهما كُتب في شخصيته ، مهما كان نوع وحجم المديح ، الا ان كُل ذلك في النهايه يكون ناقصاً ، مُفتقداً للشيء الكثير من أجل إنصاف هذه الشخصيه ، فـ الحديث عنه دائماً يكون خاص جداً ، لأن الحديث يكون عن فرانشيسكو لا عن أحدٍ غيره ، يُقال ، ويُقال ، ويُقال ، ومن ثم يكون القول بسيطاً للتعبير عنه ، يتفق العُقلاء والمجانين على إسطوريه هذه الشخصيه ومدى تأثيرها على العالم بأكمله ، فرانشيسكو توتي شخصيه نادره جداً ، فهو رمز مُميز جداً في الولاء ، الإنتماء ، العشق ، الكفاح ، الصبر ، النجاح ، هي ليست مُجرد قصه ! عندما يكون حديثك عن توتي فـ بالتأكيد هُنا أنت تتحدث عن إعجاز مُنقطع النظير ، عن كوكبٍ فريد ، عن موهبه إستثنائيه ، إبداع لا يُمكن أن يحجبه نور الشمس ، سحر من نوعٍ آخر ، سيطول الحديث عنه كثيراً ، لأنك كما أشرت سابقاً لا تسرد أي أحاديث ، إنما تحكي قصه فريده ، روايه ساحره ، ونقطه مرجعيه في الكالتشيو وعالم كُره القدم ، في وصفه ، تتوه الكلمات وتُبعثر الحروف ، رُبما يجد البعض ان هُناك مُبالغه في الوصف ، أو رُبما نطغى في المديح ، ولكن عندما يكون الحديث عن إسطوره إسمها فرانشيسكو توتي فـ بالتأكيد انه لا يوجد مجال للمنطق ، بإختصار ، فرانشيسكو توتي هو الجنون بعينه !
يوم ميلاده كان يوم خاص جداً ، فـ العالم بأسره كان على موعد مع ولاده إسطوره إيطاليا ستُسطر التاريخ ، طفولته كانت خاصه جداً ، لم يكن مثل بقيه الأطفال ، كان شيء خاص ومُميز ، كان عاشق ومُتيّم بالكُره مُنذ طفولته ، والدته لم تكن تعلم بأن هذا الطفل سيعشقه الجميع ، سيتحدث عنه العالم بأكمله ، ستنهال عليها رسائل الشُكر ، كُل ذلك كان لسببٍ واحد فقط ، أنها أنجبت طفل سيُسطر التاريخ ويصنع إعجاز يُبهر العالم !
مُنذ صِغر سنه وهو مُتيّم بكره القدم ، يُحب ان يُداعبها دائماً ، يلعب في أي مكانٍ يحلو له ، يلعب مع اشخاص يكبرونه في كُل شيء ، في العُمر ، الجسم ، العقليه ، ولكن الموهبه كانت تتفوق على كُل شيء ، كان يُذهل كُل من ينظر إليه ، الجميع لا يُصدق بأنه يمتلك هذه الموهبه الكبيره وهو في هذا السن ، يستمر في عشقه لكُره القدم ، يستمر في اللعب وإبهار الجميع ، ليصل بعد ذلك العديد من الكشافين ليُراقبوا ما يقوم به ، عروضٍ هُنا و عُروضٍ هُناك ، ولكن القلب واحد يا توتي ! فـ الإختيار لا يقع الا على من تُحب ، أو كما قُلتها أنت في السابق ، إنه إختيار العقل والقلب والروح ! نعم ، هو كان كذلك !
جميع الأطفال دائماً تكون لهم أحلام مُعينه ، يضيعون في خيالات المُستقبل ، يذوبون في خيال مُستقبلهم القادم ، إسطورتنا لم يكن كذلك ، فـ كان يُحب ان يستمتع بمعشوقته فقط ! لا يهمه الى اين سيصل أو كيف سيصل ! فـ احلامه كانت مُعلقه بالكُره ، أينما ذهبت أو رحلت سأذهب معها ، نعم ، هكذا كانت مبادئه ! يستمر في اللعب ، يستمر في التطور ، الغايات والأهداف لم تكن الا التربع على عرش قلوب مُتيميه ، تضربه صفعات الزمن ، تخذله خطوات الوقت ، وفي كُل مره يكون اكثر قوه ، فـ الضربه التي تُسقطك تجعلك أكثر قوه ، هكذا كانت مبادئه ، احلامه لم تكن مُنصبه على التتويج بالذهب او تقاضي ملايين الدولارات ، بل كانت الوصول الى قلوب عُشاقه ، ولكن كيف يكون ذلك ياترى ؟ بالتأكيد لن يصل الى تلك المرحله الى بالعمل الجاد والإجتهاد المُستمر والإلتزام الكبير ، هذا ما قام به حتى اصبح الافضل ، فـ كانت النتيجه انه وصل الى هذه المرحله الجنونيه ، كُل ذلك كان بسبب الموهبه الإلهيه الإستثنائيه التي يتمتع بها !
شق الطريق الى النجوميه والدخول في قلوب الجماهير لم يكن بالأمر البسيط بالنسبه لـ فرانشيسكو ، فـ ذلك لم يكن بالأمر السهل كما يعتقد البعض ، واجه العديد من المشاكل والعقبات حتى وصل الى هذه المكانه ، فـ بفضل روحه الكبيره تجاوز كافه العقبات والأزمات ، لأنه يعلم بأن الرحمه غير مُتواجده في عالمٍ شرس مثل عالم كُره القدم ، فـ بمُجرد إخفاقك ستُهاجم وتُنتقد من قِبل الجميع ، الشخص القوي فقط من يستطيع تحمل تلك الضغوطات ، فما كان من بطلنا هذا الا ان يُؤكد بأنه صاحب حلمٍ كبير ولن يتنازل عنه بسهوله ، يُخفق ، يتعثر ، يفشل ، ومن ثم يعود للنهوض مُجدداً ليبدأ الطريق من أوله مره اخرى ، ومع مرور الوقت أصبح يتحسن بشكلٍ أكبر ، أصبح يتطور سريعاً ، الا ان رأى في نفسه الشخصيه التي قد تكون قادره في تحقيق ذلك الحلم الجميل ..
أول ظهورٍ له بقميص الجيلاروسي كان خاص جداً بالنسبه له ، فـ أنت هُنا تُحقق جزء من حلم طفولتك ، ترتدي الشعار الذي لطالما حلمت به وتمنيته ، الجميع يراك ويُراقبك ، وأنت تعلم بحجم المسؤوليه المُلقاه على عاتقك ، الظهور الأول كان ضد بريشيا ، علماً بأنه دخل بديلاً في تلك المُباراه ، بعد نهايه المُباراه شعر توتي بسعادةٍ غامره ، فهو أخيراً قد مثّل الفريق الذي شجعه مُنذ طفولته ، أصبح يُمثّل مدينته ، ولكن من أجل إكمال تلك السعاده كان يجب عليه ان يُسجل ! ، اول هدف كان ضد فوجيا ، اصبح يشعر بشيءٍ من المسؤوليه ، الجميع يشكره ويُثني عليه ، الجميع يُسلط عليه الضوء ، الجميع يتنبء له بمُستقبل مُبهر ومُشرق ، ولكن كُل ذلك كان مُجرد كلمات فقط ، وإثبات تلك الكلمات كان يجب ان يظهر على ارض الملعب ..
الآن أصبح يعّي تماماً بأنه على مشارف الدخول في مرحلةٍ جديده ، بدأ يظهر بشكلٍ أكبر ، بدأ يتألق مرةً تلو الأخرى ، الجميع يُراقبه ، وهو بدوره يسرق الأنظار ، ليس الأنظار فقط ، حتى العقول قد سرقها ! مرةً تلو الأخرى أصبح الجميع يثق به ! فهو اصبح الآن أحد حلولهم الرئيسيه ، يحمل على عاتقه حلمٍ جميل ، يحمل آمال جماهير غفيرةٍ ، يوماً بعد يوم تُصبح المُهمه أصعب فـ أصعب ، فـ كان يجب عليه ان يُظهر كاريزما كبيره جداً لتحمل تلك الظروف ، وكـ العاده يكون في الموعد !
نعم ! هكذا اصبح يُسعد جماهيره ! هكذا اصبحت آمالهم مُعلقه به ، هو كان يعرف ذلك جيداً ، يُدرك تماماً ماذا تعني بالنسبه لك آمال الجماهير ، لا يجب أن أخذلهم ويجب ان اكون مصدر ثقه بالنسبه لهم ، هكذا كانت نظره فرانشيسكو توتي ، كُلما مرت الأيام ، كُلما إزداد عشق الجماهير له ، الجميع يُثني ويُشيد به ، النجوم أصبحوا يخافوا على مكانتهم خوفاً من إقترابه منهم ، يعمل ، يتطور ، يُثابر ، وينطلق بسرعه الصاروخ الى سماء النجوميه ، يتحدثون ويُثنون على موهبته عقب إغتنامه للفرصه الذهبيه التي حظي بها ، هي لحظات ذهبيه جداً لن ينساها أبداً فرانشيسكو ، يستمر في المسير ، يلمع نجمه ، والشيء الأبرز كان دائماً المُراهنه على نجوميته والإشاده بإمكانيات الكبيره مُقارنةً بسنه !
بعد أن اصبح مُلهماً للجميع ، تم تنصيبه بشكلٍ رسمي قائداً للفريق ، أصبح النجم الأول لجماهيره وعشاقه ، اخيراً حقق ذلك الحلم الجميل ! ، أخيراً وصل الى المكانه التي كان يُريد ويصبوا إليها ، هكذا كانت البدايه الفعّليه له ، إستطاع ان يخطف الأنظار إليه خلال فترةٍ قصيره ، الجميع كان يُحب ان يُشاهده نظراً للمُتعه اللامُتناهيه التي يُقدمها ، كان ولازال سر للإبداع والإمتاع ! كان بطل روايه هو من قام بكتابتها بنفسه ، كان رجلاً لروايه خطها بيده ، أثبت للجميع بأنه ليس مُجرد لاعب ، إنه لاعب كبير ومرجعيه رئيسيه لفريقه ، شخصيه وكاريزما عظيمه لا تتوفر في الكثيرين ، في أي مركز تُريده يلعب فيه سيُبدع ويُقنع ، ذلك يُثبت للجميع مدى أهميه قيمته للفريق ، يُتعب الجميع ويُرهقهم ، يُعكر صفو كُل من يُحاول التربص به ، يُؤكد للجميع بأن النجوميه صعبه جداً ومن يصنعها لا يكون الا ذو شخصيه عظيمه جداً ، ينتقدونه ، يُحاربونه ، يضغطون عليه ، ولكنه دائماً يقطع كُل الشكوك ويخرس تلك الأفواه ، لأن النجوميه لا تصنعها الأيام ، ولكن الرجال هم من يصنعونها !
تتواصل الإبداعات ، ويستمر التألق ، وفي كُل مره يبرز أكثر ويُثبت ويُبرهن على قيمته عند مواجهه الكبار ، في كُل إختبارٍ حقيقي يُثبت للجميع بأنهم يُواجهون إسطوره إيطاليه مُختلفه ، مكانتهم بدأت بالإهتزاز ، يغيب من يغيب ، يحضر من يحضر ، وتوتي يكون دائماً هو النجم الأكبر ، بالإضافه الى موهبته الفذه ، كان دائماً يتمتع بكُل صفات القياده ، كان رجل مُنقذ بمعنى الكلمه ، كان دائماً كلمه السر في المُباريات الكبرى من خلال صُنعه للفارق ، ببساطه كان ولازال عباره عن قصه إعجازٍ خياليه لا يُصدقها الا من شاهدها بعينه فقط !
هكذا عنوّنت الصحف في ذلك الموسم التاريخي ، " روما أبطالاً لـ إيطاليا " ، لحظات عظيمه جداً وتاريخيه عاشها الفريق في ذلك الموسم ، بكُل تأكيد كان يجب ان يكون هُناك دور لهذا القائد التاريخي في هذا الإنجاز ، كان نُقطه رئيسيه في تلك البطوله ، يُسجل ، يصنع ، يُبدع ، يُبهر ، يُذهل ! ، الجميع يُجن به أكثر ! الجميع يُشيد به ويُثني عليه ، الآن يُحقق حلم أكبر من ذلك الذي حلم به في طفولته ، كان يحلم بتمثيل فريقه والوصول الى قلوب مُشجعيه ، ولكن العشق طوّر هذا الحلم الى صناعه الإنجاز والإعجاز ! لقد قاد فريقه ليتسيّد إيطاليا بأكملها ! أي كاريزما يملكها ؟ أي شخصيه يتمتع بها ! مُنذ طفولته والجميع يعلم بأنه ليس مُجرد رجل عابر مثله مثل غيره ، كان مُؤمناً بموهبته ، واثقاً بحظوظه ، يتعلم من الدروس التي يراها امام عينيه ، لذلك حمل آمال شعب ! وحقق أمنيات دوله ! ، هكذا يكون النجاح الأعظم يا فرانشيسكو !
هكذا تسيدناكِ يا إيطاليا ، هكذا أبهرناكِ يا جماهير ! فرانشي لم يقف عند ذلك فـ حسب ، فـ بعدما حقق لعُشاقه حلم كبير وصعب التحقيق ، كان لابُد أن يُحقق لنفسه أحلاماً شخصيه ، فـ يوم تلو الآخر أصبحت الأرقام القياسيه تتساقط تحت أقدامه ، قاموس توتي لا يعترف بها ابداً ! كـ أنه يقول " لكِ حد ، و ليس لي حد " ! حتى عندما يهزم شخصٍ بعينه ، فهو لا يهزمه فقط ، بل يجعله جُثه هامده ! ، يستمر ولا يتوقف ، تتضاعف الرغبه لديه ، وفي كُل مره يكون أقوى من التي قبلها ! ببساطه ، هكذا كُنت يا مُلهمنا !
ذلك الشيء اللعين الذي يُسمى بـ " الإصابات " لم يترك مُلهمنا وحيداً ، على الرغم من تألقه الساحق ، الا ان الاصابات كانت دائماً تُلاحقه ، الإصابات كانت تقسو عليه كثيراً ، حظه لم يكن مثالياً ، بين إصابةٍ هُنا وإصابةٍ هُناك ، وكـ أن الإصابات تقول " رُبما اضع حداً للتاريخ الذي يُغيّره " ، ولكن هيهات وهيهات ! ، يتعرض لإصاباتٍ قويه ، ضرباتٍ مُؤثره ، وفي كُل مره يكون أقوى بكثير ، الإصابات تنهش به ولكن بعزيمته الكبيره يتجاوزها ولا يتركها تنال منه ، ومن ثم ينهض ليواصل حلمه القديم ! ، فـ أغلب تلك الإصابات لم تأتي من باب الصُدفه ، رُبما سوء الإعداد او حتى التعمد المُباشر ، تتوالي الإصابات ، تزداد الضغوطات ، تتضاعف القسوه والإستفزازات ، ثم يعود فرانشيسكو قوياً مثلما كان ! ، ذلك يُثبت لنا جميعاً حقيقه واحده ، هي أنه من كان لديه حِلم ، ويمتلك عزيمه كبيره لتحقيقه ، لا يُمكن ان يوقفه شيء سوى القدر فقط !
موهبه فرانشيسكو تجاوزت كافه التوقعات ، فـ قبل كُل المُباراه يُصبح حديث الصحافه والإعلام بشكلٍ مُباشر ، الجميع يترقب ، يا ترى ما الذي سيقوم به توتي في هذا اللقاء ، هل سيُسجل ؟ هل سيصنع ؟ هل سيكون سبباً في فوز فريقه ؟ وكيف الطريقه يا ترى ؟ كُل تلك التساؤلات كانت محوراً رئيسي للجميع ، فـ أصبح حديث الشارع الرياضي ، وعندما يظهر على الميدان في شاشات التلفاز كان يُبرهن على قيمته ، يعبث بخصومه كيفما يشاء ، يبعث الثقه والطمأنينه في نفوس زملائه ومُشجعيه ، كُل هذه الأحاديث ليست مُبالغه في شخصه ، فـ الأرقام والإحصائيات تُثبت مدى قيمته الكبيره في الميدان وخارج الميدان ، كان ولايزال عباره عن تاريخ يُسطر ، فـ إذا لم تراه يُسجل ، بالتأكيد تراه يصنع ، كُلما كان يحطم ويتجاوز رقماً تاريخي ، تتوالى التساؤلات في عقول الجماهير وفي صفحات الإعلام ، ياترى متى سيُحطم الرقم الذي يليه ؟ كُل تلك الكلمات لم تأتي عبثاً ، بل ثقه في الموهبه الذهبيه التي يمتلكها ، أي جنونٍ يملكه هذا الـ " فرانشيسكو " ؟
حتى عندما تُريد الإختيار بين أهدافه من حيث الجماليه ، تحتار كثيراً ، يا ترى أيهما أجمل ؟ ولكن الصعوبه تكمل في أنك تجد كُل هدف أجمل من الآخر ، وكُل هدف يحمل بين طيّاته ذكريات ومشاعر جميله ، ثم تسرح بخيالك مره أخرى لترى أي لمسةٍ كانت أكثر سحراً ، فـ تجد نفسك تائهاً مره أخرى ، لأنه " توتي " في كُل لمسه تجد ان هُناك عبقريه فذّه ، لا يمتلكها الكثيرين ، هو إستثنائي وفريد من نوعه ، لذلك نرى الجميع يعترف بإسطوريته ويجمع بأنه عُملة نادره يصعب تكرارها !
عندما تُشاهد فرانشيسكو في الملعب ، فـ أنت لا تُشاهد لاعباً عادي ، إنما أنت تُشاهد تاريخاً يسير على الأرض ، إمكانياتٍ خارقه ، موهبه نادره ، وصفات إستثنائيه ، كُل ذلك يتجلى في شخصيه فرانشيسكو ، بدأ من لاشيء ، الا ان اصبح كُل شيء ، يواصل تسطير ملاحمه البطوليه ، يستمر في هيمنته على كُل شيء ، يمر بظروفٍ عصيبه ، إخفاقاتٍ عديده ، ورُبما فشلٍ مُستمر ، ولكن لأن الذهب لا يصدأ ، فـ دائماً نجد فرانشيسكو هو النجم الأبرز المُستمر في إثبات قيمه لايُنصفها الكثيرين ، طريقته المُفضله لإثبات ذلك كانت إخراس الأفواه ، لطالما رأيناه يُشير لذلك بإصبعه ، كـ أنه يقول لهم ، هكذا أخرستكم ! هكذا أغلقت أفواهكم ، إستمروا بمُهاجمتي وأنا سأستمر في إخراسكم ، عظيم أنت يا فرانشيسكو !
هكذا كانوا يحلمون بك ! هكذا عنوّنت صحيفه " الماركا " المُقربه من نادي ريال مدريد " كُل الطرق تُؤدي إلى توتي " ، " إذا قال توتي نعم سيُلاقي ترحيباً حار في يوليو " بكُل تأكيد هم مجانين ! ألا يعلمون بأن القلب لا يعشق الا مرةً واحده ؟ الا يعلمون بأنه " ما الحب الا للحبيب الأولي " ؟ ليس هم فقط ، الجميع كان يحلم بك ! الجميع كان يتمنى الوصول إليك ، يُحاولون إيجاد طريقٍ واحد للتقرب إليك ، وفي كُل مره كُنت تصدمهم ، تصفعهم ، حُبك لـ روما كان أغلى من كُل تلك الملايين ، ولائك لمحبوبتك كان أعظم من كُل تلك الاموال ، يتحسرون لعدم الوصول إليك ، ونحن بدورنا فخورين جداً لأنك إسطورتنا ، معشوقنا ، مُلهمنا ! كُنت دائماً توجه صفعاتك لهم ، ودُمت لنا معشوقنا الأول والأخير ..
هذه كانت طموحاتهم ! يُريدونك في أنديتهم بأي طريقه ! حتى ولو كان ذلك عن طريق التزوير ، المُهم أن يُشاهدونك معهم ! كُنت ولازلت حلماً للجميع ، مطلب لكافه الجماهير ، يُريدونك بأي ثمن ، ولكنهم أغبياء ، لا يعلمون بأن توتي كان ولا يزال وسيصبح لـ روما فقط ، إحلموا بعيداً عنه ، فـ قلبه لن ينبض ولن يخفق لغير معشوقته ، هكذا تكون قصص العشق والولاء ، هكذا يكون الحُب ، هكذا يكون الوفاء الذي لا تعرفونه ! إحلموا كثيراً ، تعمقوا في أحلامكم ، ومثلما يقول أخينا العزيز عيسى الحربين " مسكين اللي ما عنده توتي " !
إبداعك لم يكون في روما فقط ، حتى مع مُنتخب بلادك قمت بصناعه التاريخ ، أن تلعب بطوله كأس العالم وأنت عائدٍ من إصابه قويه جداً ، وتلعب بصفائح معدنيه وأن تكون أحد نجوم البطوله ! ذلك يُثبت لنا جميعاً مدى قوه وعبقريه هذا الرجال ، الم يكن يعرفوا من أنت ، ألم يفهموا بأن قاموسك لا يشمل الا كلمتين فقط ، إما الإنتصار ، أو الإنكسار ؟ دائماً ما كانت لك كلمه للدخول في قلوب الجماهير سريعاً ، مهما كانت ميولك ، مهما كان تعصبك ، لا يُمكنك الا ان تعشق فرانشيسكو ، معه بالذات يتغيّر كُل شيء ، يُقلب التاريخ ويُسجل بإسمه فقط ، شخصيه فريده من نوعها له ثقلها في كُل شيء ، عندما تُعلق على عاتقك آمال شعب ، لا بُد وأن تثبت بأنك على قدر المسؤوليه ، وهذا ما قام به فرانشيسكو ، مُهمه صعبه وإعجازيه تمكن تحقيقها ، في ذلك العام الجميع أصبح يتحدث ويُثني ويُهلل ، نعم يا كابيتانو ، لقد أصبحتم أبطالاً وأسياداً للعالم بأكمله !
|| أرقامه وإنجازاته ||
وصيف بطوله امم اوروبا تحت 18 عاماً : 1995
بطل أوروبا تحت 21 عاماً : 1998
ذهبيه بطوله العاب البحر المُتوسط : 1997
وصيف بطل اوروبا : 2000
كأس العالم : 2006
الإسكوديتو : 2000-2001
كأس السوبر الإيطالي : 2000-2001
كأس إيطاليا : 2006-2007
افضل لاعب في الكالتشيو : 2000 ، 2001 ، 2003 ، 2004 ، 2007
هداف الكالتشيو : 2006-2007
الحذاء الذهبي : 2006-2007
افضل لاعب شاب : 1999
اختير ضمن قائمه افضل 100 لاعب من الفيفا
افضل لاعب في نهائي يورو 2000
اختير ضمن التشكيله المثاليه لـ يورو 2000
اختير ضمن التشكيله المثاليه لكأس العالم 2006
اختير ضمن التشكيله المثاليه للكالتشيو 2006-2007 اختير ضمن التشكيله المثاليه لدوري ابطال اوروبا 2006/2007
أفضل لاعب أكثر اللاعبين تمثيلاً لنادي روما ..
أكثر اللاعبين تسجيلاً لنادي روما ..
أكثر اللاعبين تسجيلاً بقميصٍ واحد ..
الهداف التاريخي لنادي روما ..
الهداف التاريخي الثاني للكالتشيو على مر العصور ..
القدم الذهبي 2010 ..
|| ماذا قالوا عنه ؟ ||
برونـو كونتي / باجيو وتوتي هما الأفضل بتاريخ إيطاليـا
يوهان كرويف / قد نما فرانشيسكو في طريقة غير معقولة . أولا كان ساحر . فقط يمكن أن ترضيه بالنتائج . الآن هو لاعب محدد . قد فهم توتي أنه لا يمكن أن يكون سعيد بالكون تلميذ روما فقط . يريد كل رئيس نادي أن يحصل على توتي في فريقه
روي كوستا / قد تابعت نموه عن قرب جيدا ، احبه ، قد عمل الاشياء العظيمه لايطاليا في امم اوربا 2000 ، انه يعتبر اعظم لاعب في روما ، هو احد النجوم الذي يجبر ان يصل وضع نجم النجوم ..
فابيو كانافارو / فرانشيسكو اللاعب الذي فعلاً يمكن أن يشجّعك, لكننيّ سأقول إليه أن لا يجب عليه أن يفكر في الكرة الذهبية . لا يجب أن يصبح هاجسًا. هو سيكون جيد إذا واصل توتي اللّعب مثلما فعل الآن, ثم هو سيفوز بالكرة الذهبية مرة . أنا متأكد..
اليسر أليكس فيرغسون / سأعطي الكرة الذهبية لتوتي . هو تقريبًا مزيج بين فيجو و زيدان ..
الظاهره رونالدو / سيكون التالي كأس العالم . توتي رائع ، الأفضل ، لكنني قد عرفت أنه مانشستر سوف يعملون المستحيل للحصول عليه ، يعمل مثل هذه الأشياء الصعبة بمثل هذه البساطة . و قبل كل شيء يعمله كثيرًا و في كل مباراة ..
اليساندرو نيستا / يمكن أن يكون ككرويف . لدى فرانشيسكو توتي قدرات كبيرة . أعتقد أنه لم يظهر هذا إلى الجميع ، لكنه وحيد في فريق ناديه . مساندة اللاعبين في المركز بمتناول يده. يمكن أن يكون مثل كرويف .
دينو زوف / قد يكون يبدو غريبًا ، لكن توتي يذكرني بـ اوزيبيو . كان اوزيبيو فهد حقيقي, قوي جدًا جسديًا . يضيء توتي رأسه و على خطّ الوسط لديه مدى 50 متر . على الملعب، لدى توتي نفس السرعة .
ليونيل ميسي سُئل عن مقارنه توتي بـ كاسانو ، فقال عنه / كاسانو لا يقارن بتوتي اطلاقا ,, توتي لا يوجد مثله في الكرة الايطالية انه افضل لاعب في ايطاليا بدون شك , اتمنى ان نجمتع في برشلونه , انا من اشد المعجبين به ..
|| مواقف خالده ||
:: على غير العاده ، توتي يبقى صائماً عن التسجيل لفترةٍ طويله ، وعند التسجيل يعتذر من الجماهير لأنهم أطال فتره الغياب ولم يُفرحهم كـ عادته !
:: بسبب مصرع فتاه دهساً من قبل رجال الشرطه ، الجماهير تُطالب توتي بالتدخل السريع ، ونظراً لإنسانيه الحاله ، توتي يُطالب حكم اللقاء بإلغاء المُباراه ، وبالفعل تم إلغائها !
:: على الرغم من العروض الكثيره التي عُرضت عليه والتي كان من المُفترض ان تُغير تاريخه ، أجاب توتي بكلماتٍ بسيطه حول تلك العروض قائلاً " الفوز بقلوب الرومانيستا أفضّل بكثير بالنسبه لي من الكُره الذهبيه !
:: على الرغم من أنه أحد لاعبي خصمه اللدود ، أحد لاعبي لاتسيو يتعرض لحادث سير ، وتوتي يذهب لزيارته في المُستشفى والإطمئنان عليه قائلاً " الإنسانيه فوق كُل شيء !
:: رغم أنه مُنافسه المُباشر لسنواتٍ طويله ، عند تخلي اليوفي عن خدمات ديل بييرو قال " تمنيت ان يُعامل اليكس بطريقةٍ أفضل ، هو ساهم في صناعه تاريخهم ، وكان يجب أن يحصل على مكانةٍ أفضل !
:: زيمان يسير في طريقٍ سلبي ، النتائج تسوء ، الصحافه تنتقد ، الجماهير غاضبه ، وتوتي يُصرح ، لم نطبق ما كان يُريد ، الخطأ منا وليس منه !
في النهايه كما قُلت في السابق ، كُل ما قيل و سيُقال سيظل ناقصاً في وصفه ، كُل ما كُتب يُعتبر مُتواضع بالنسبه لهذه الشخصيه الفريده ، الحروف ستظلمه ، والكلمات لن توفيه حقه ، مهما كتبنا ، مهما سطرنا ، سنظل دائماً مُقصرين في وصف هذه الشخصيه ، ستبقى دائماً مُلهماً لنا ، وسنظل للأبد مُتيمين وعاشقين لكَ يا فرانشيسكو !