-
-

-
-
يومٍ ليس كمثله شيء , مُختلف عن كُل ايام السنه , كُل لحظاتها وتفاصيلها ,
يومٍ يستقبله هذا بحفاوةٍ بالغه , وذاك يترّقبه مُنذ زمن ليعيشه بطريقةٍ مُختلفه ,
مهما وصلت بلاغه الكاتب , ومهما فاقت روعه مُفرداته , ستتعرقل في عثرات طريقه ,
مهما دوّن القلم , مهما وصف اللسان , ستبقى تلك اللوحه ناقصه , ولن تكملها ريشتها ,
مُناسبةٍ مُختلفه , فريدةٍ من نوعها , لا نعيش تفاصيلها سوى مرةٍ واحده كُل عام ,
ننتظرها , نترقبها , ونستقبلها بثوبٍ جديد , نُهنئك بها , ونُهنئ أنفسنا عليك ,
يومٍ إسثنائي , نُعيد به شريط الذكريات , لنتذكر تلك التفاصيل الدقيقه ,
تفاصيلٍ بسيطه , تُمثّل تُراثٍ تاريخي , يحفظها العُشاق , ويجهلها المُحايدون ,
يومٍ تُشرق فيه الشمس مُبتسمه , تسقط بين أحضانه , يحتضنها ويُقبّل جبينها ,
جائت إليه لتُهنئه , لتقول له بنبرةٍ خافته , كُل عام وأنت بخير , وسحرك بخير ,

# إسطورةٍ وُلدت من رحم الإعجاز . .

في فجر ذلك اليوم , أشرقت الشمس مُعلنه , ان التاريخ سيتغيّر مع إشراقه ذلك الشُعاع ,
أعلنت عن طرح كتابٍ جديد , كُتب بلا قلم , سُرد بلا أحرف , وطُبع بلا طابعات ,
أحرفه عُشاقه , أبوابه قُلوبهم , فصوله مشاعرهم , وغلافه كل جوارحهم ,
من رحم الإعجاز وُلدت تلك الإسطوره , لتُحدث ذلك التاريخ بصوتٍ خافت ,
أنا جئت إليك , لاُزيح تلك السطور , ولأضع لنفسي مكانةٍ لا يصل إليها سواي ,
وضعت الكُرسي , جلست , تأملت , وقُلت هذا عالمي , فأين عالمكم !؟
مع صرخاته الأولى في إطلالته لهذه الحياه , معه كانت الشفاه تبتسم ,
الملامح تتغير , الشعب يستبشر به خيراً , كُن له خير مُعين , فكُنت له كذلك ,
رسائل الشُكر تنهال على الام , حراره التهاني تنساق إلى الأب ,
شكراً لهذه بحجم السماء , وشكراً لهذا بحجم عشقنا لذلك الإبن ,
كَبُر قليلاً ذلك الإبن , فكَبُرت معه أحلام العاشقين , إزداد مُعدلها ,
فاضت العُيون بدموع الأمل , وإنفطر الفُؤاد سعادةٍ بتلك الموهبه ,
يُقلّب الأب ألبوم الذكريات , يُشاهد تلك الصوره , يتأملها ,
يقلب الصفحه ليُغيّرها , يُشاهد منظرٍ آخر , يتأمله ,
فيرى في أعين العُشاق تفاصيل تلك الصور , واعظم المشاعر ,
هل هذا الطفل فعلاً هو أمل ذلك الشعب ؟ هل هو حلمهم المُنتظر ؟
هل هو من إنتظرته الأفئده طويلاً , هل هذا القدوم هو ما أرادوه ؟
هل ذلك الطفل هو من سيحمل هموم الشعب؟ هل هو من سيُفرحهم ؟
هل هو من سيُعيد إحياء العاصمه بعد إحراق نيرون لها ؟
هل هو من سيُعيد إعمارها بأنامله ؟ هل , وهل , وهل وهل؟
اسألةٍ كثيره تتبادل إلى ذهن الأب , يبحث لها عن إجابةٍ واضحه ,
لا يجد الإجابه , ثم يدعوا أن تحمل الأيام إجابةٍ إيجابيه لتلك التساؤلات ,
بدأ الطفل يكبر , وبدأت الصخور تتفتت تحت قدميّه خاضعة ,
يُداعب الكُره فترقص له , تُصفق له , ثم تهتف بإسمه ,
عاطفةٍ جيّاشه بدأت بالإزدياد , مشاعرٍ جمّه تُحاصر اسوار تلك العاصمه ,
بلحظةٍ ما يتحوّل مَعلَم العاصمه من الكولسيوم إلى فرانشيسكو توتي ,
عطر الإعجاز بدأت تفوح روائحه , يشمها العاشق , ويستنشقها المُتيّم ,
تعطّرت كُل العاصمه بذلك العطر الملكي , نعم أصبحت كذلك ببساطه ,
يُبعد التاريخ بقدميّه , يُزحزحه , يُأرجحه , عُذراً يا تاريخ , لا تاريخ سواه ,
عُذراً يا إعجاز , لا إعجاز إلاّه , عُذراً يا إنجاز , لا إنجاز كـ إيّاه !

# شمعه التاريخ , بقدميّك تُطفئها . .

إقترب ذلك الفتى الأشقر من معشوقته أكثر , داعبها , لامسها , وإحتواها ,
عرفها , عشق تفاصيلها , وأدرك مكامن مُتعتها , وأماكن سحرها وإبداعها ,
ركلةٍ بقدمٍ يُمنى , تفز لها قُلوب العُشاق , تتحرك , تتموج يميناً معه وشمالاً ,
ركلةٍ بقدمٍ يُسرى , تُحرك جوارح المُتيّمين , تتحكم بها , وتتصرف بها كما تريد ,
لايزال ذلك الفتى صغيراً , جسده يبدو نحيلاً , ولكن عقله غلب الأجساد الضخمه ,
يُقال أن العقل أساس الموهبه , هو أثبت لي ذلك , وجعلني اُغيّر مُعتقداتي حوله ,
طفلٍ يرى لُعبةٍ ويرسم بها أحلامه , يزداد تمنيه بها , ويزداد تعلقه بالوصول إليها ,
فرانشيسكو كان مُختلفاً تماماً عن البقيه , لا أحلام سوى ذلك الجلد المُدوّر ,
ذلك الشيء الذي يُسعد أفئدةٍ كثيره , في ذات اللحظه يُسقط دموع الكثيرين ,
كان يُداعبها بكُل رقةٍ , يحتويها بحنانٍ كبير , ليست لُعبه , بل عشيقةٍ حسناء ,
كَبُر قليلاً ذلك الفتى , فتوّسع مجال لُعبته , لم يعد يُريد اللعب بالكُره فحسب ,
الفتى الأشقر أحلامه تُشير إلى شيءٍ آخر , شيءٍ مُختلف , بل شيءٍ أكبر ,
فرانشيسكو في تلك اللحظات , بدأ يُفكر باللعب مع التاريخ , والعبث بسجلاته ,
لُعبةٍ جديده , بدأت تروق له , بدأت تُعجبه , وبدأ بمُمارسه تلك اللُعبه ,
إعذرني يا تاريخ , فبعثرتك بدأت تروق لي , وبدأت تُعجبني كثيراً ,
إسمح لي يا تاريخ , العبث بسجلاتك أمرٍ بات يُعجبني كثيراً ,
هكذا بدأت قصه فرانشيسكو مع التاريخ , مُداعبه عشيقٍ لمعشوقه ,
هكذا بدأت قصه فرانشيسكو مع التاريخ , مُداعبه مُسن لأحفاده الصغار ,
نُقطةٍ من أول السطر , تدوّينٍ مُختلف , بصيغةٍ ملكيه , هكذا بدأنا ,
يمسح ما تم تدوينه , ويُدوّن ما لم يُدوّنه أحدٍ قبله , وهكذا بادرنا ,
في عيد ميلاد ذلك التاريخ المُذهل , ما كان لفرانشيسكو الا ان يُطفئ تلك الشمعه ,
في عيد ميلاد ذلك التاريخ المُذهل , ما كان له الا ان يُطفئه بقدميّه ,
هكذا عوّد التاريخ , هكذا جعله يتأقلم , وهكذا منحه شرف مُلامسه اقدامه الملكيه ,
إفخر يا تاريخ , وإزداد اعتزازاً , فاليوم قد نلت , ما تمناه غيرك طويلاً !

# في بُستان الذكريات , لا تذبل زهور الأساطير . .

الصعود على سُلم التاريخ , والوصول إلى قمته , أمر يتطلب مجهوداتٍ عظيمه ,
طريق فرانشيسكو لم يُفرش بالورود , لم تُقدم له المُساعدات للصعود ,
هُنا عثرةٍ توقعه , وهُنا ظرفٍ يُعرقله , بدأ الحرب مع التاريخ بمعركةٍ شرسه ,
أحكم قبضته على سيّفه , كُلما تلقى طعنةٍ ما , رأى ذلك السلّم وزادت عزيمته ,
درجةٍ يصعدها وهو يُعاني , ويرقى بالاُخرى وهو يعرج , ما اقساها من ظروف ,
الفارس لا يترك سيفه ويهرب , هذا كان منطقه , وهذا ما آلت إليه أيامه ,
كان كما عوّدنا أن نراه , الرجال لا تسقط , والفُرسان لا يهربون ,
مقولةٍ سمعناها من لسانه , ومقولةٍ شاهدناها بأعيننا ولم تُحكى لنا ,
خُطوةٍ بخطوه , درجةٍ بدرجةٍ , وبدأ النجم الاشقر بنحت إسمه على جُدران التاريخ ,
بدأت مسيرة النجاح , وبدأت مسيرة إكتساح كُل العثرات اللعينه ,
مُسحت السجلات , لُغيّت الصفحات , ما لأحدٍ وجودٍ في حضرته سواه ,
ما لأحدٍ إنجاز في حضوره إلاه , هذا ما أصبح عليّه ذلك الفارس الهُمام ,
أحلام الشعب معه بدأت تزداد , بدأت تُعلّق عليه آمال ذلك الشعب ,
المسؤوليه بدأت تظهر ثقيله جداً على كاهله , صعبه للغايه ,
ليست طلبات شخصٍ ما , أو اُمنيّه صديقٍ مُقرب , الأمر أصبح اخطر بكثير ,
إنه الشعب يا فرانشيسكو ! ماذا عساك أن تفعل في ظل تلك الظروف الصعبه؟
إنك لها يا ملك , وفعلاً كُنت على قدر تلك المسؤوليه , كما عهدناك ,
إفتحوا أبواب الإمبراطوريه , الإمبراطور يُطلق أوامره للجيش ,
فُتحت الأبواب على مصراعيّها , وأصبح الإمبراطور على تلك الجبهه ,
وجهاً لوجه مع ذلك العدو العنيد , العتيد , القوّي , الشرس , حانت اللحظه ,
ومن أكبر الأبواب , يضع الملك بصمته مُعلناً تحقيق آمال ذلك الشعب ,
كما عهدتموني يا شعبي العزيز , هذا ما أردتموه , وهذا ما حققته اليوم ,

# عُذراً يا تاريخ , لم أنتهي بعد !

توّطدت علاقه الصداقه بين فرانشيسكو والتاريخ , أصبح صديقه الحميم ,
أصبح يُسطّر فيه أجمل ملاحمه , وأعظم صولاته وأجمل جولاته ,
هل شبعت منه يا تاريخ ؟ عُذراً , هو لم ينتهي بعد , ولم يشبع من مُداعبتك ,
عندما تُطرح الفريسه أمام أعيّن الأسد , سيلتهمها حتى وإن كان قد شبع ,
هذا ما فعله فرانشيسكو , وهذا ما كُنت أنت عليه بالأمس يا تاريخ ,
مُتعةٍ مُنفرده , سحرٍ لا يُضاهيه شيء , وإبداعٍ مُنقطع النظير ,
هذه كانت أسرار تلك الخلطه السريه , التي لا يجرؤ على طهيّها سوى فرانشيسكو ,
رائحتها مُذهله , والأجمل من ذلك , لا يتذوقها إلا هؤلاء العُشاق المُتيّمين ,
علمتني أن النجوم في حضورك , لا تليق بهم إلا أدوار الكومبارس ,
علمتني ان الأساطير في حضورك , لايُتقنون إلا الخضوع تحت قدميّك ,
علمتني أن للقمر نصفٍ مُضيء , لا نُشاهده إلا برؤيه وجهك ,
علمتني ان طاقه الأساطير محدوده , بينما طاقتك لا تحتاج إلى شحن !
علمتني أن المُتربص بك , مهما بلغ دهائه , سيسقط أمامك رافعاً رايته البيضاء ,
علمتني أن الحاقد , مهما زاد بغضه , سيُفرم بين مطرقه دهائك , وسندان ذكائك ,
علمتني أن الشمس حتى وإن غابت , ومضات سحرك تُنير طريقنا ,
علمتني ان الشمس حتى وإن غابت , قنديل مُتعتك يكون لنا مُرشد ,
علمتني أن العين حتى وإن فُقأت , سحر جنابك يكون عيناً نرى بها ,
علمتني أن الحياه طريقين , الأول يقود لفرانشيسكو , والآخر يُؤدي إلى توتي ,
علمتني , وعلمتني , وعلمتني , ولازلت تُتقن تعليمي بكُل ما أجهله ,
فما كُنا لك إلا تلاميذٍ , وما كُنت لنا الا نِعم الاُستاذ , وخيّر المُعلم ,

# طريقٍ مُغلق , ولكن الملك يمُر !

إصابةٍ شنيعه تفتك به , الأطباء يُؤكدون له , ذهابك في ذلك الطريق مُستحيلاً ,
ما أخبرتنا به الطبيعه نُكرره على مسامعك , للأسف هذا هو الواقع المرير ,
عُذراً لكُل مُعادلات الطب , عُذراً لكُل أشعتهم وتشخيصاتهم , الامر لا ينطبق عليه ,
ألا يعلمون بأنك الملك خارق لكُل قوانين الطبيعه ؟ خارج عالمها ومدارها ؟
ألا يعلمون بأن إختلافه عن الجميع , أمرٍ بديهي , أمرٍ طبيعي , أمرٍ إستثنائي ؟
ألا يُدركون أن ما يُطبّق على البقيه , لا يصح تطبيقه عليه إطلاقاً ؟
بإراده الملوك , بمُعجزات الأساطير , ينهض الملك بعد ذلك السقوط المُؤلم ,
ها أنا ذا يا تاريخ , هل تلعب معي مُجدداً ؟ أنا لك , هيّا بنا نلعب جولتنا الاولى ,
يعود الملك لتلك الساحه التي لطالما تألق فيها , لطالما نثر فيها ابداعه ,
من ساحه المجد يخضع التاريخ , هكذا تُعنوّن كُل تفاصيل الطبيعه ,
في مونديال برلين , التتويج باللقب وإعتلاء المنصه امر كان مُستحيلاً ,
أشد المُتفائلين لم يتوقع حدوث ذلك , ولكن بالغرينتا تحدث كُل المعجزات ,
في وقتٍ الأزمات تظهر الرجال , وفي وقت الشدائد تُصنع المُعجزات ,
هذا ما حدث في بلاد الألمان , وهذا ما تم صُنعه في قلبكِ يا برلين ,
ليس ذلك فحسب , الملك أبى إلا ان يضع بصمته في تلك الساحه الأنيقه ,
قدّم أحد أجمل بطولاته مع الاتزوري , أداءٍ مُذهل , راقي , مُدهش ,
يستغرب له من لم يعيش تفاصيله عن قُرب , بينما عُشاقه , إعتادوا على ذلك ,
إعتادوا على إعتلائه لقمه التاريخ , إعتادوا على عبثه به وبكل سجلاته ,
من إصابةٍ شنيعه , لعينه , مُؤلمه , بائسه , وبصفائحٍ معدنيه مُقيته ,
إلا بطلاً للعالم , وأفضل صانع اهداف , وأبرز نجوم البطوله ,
لا عجب في ذلك إطلاقاً , لأنك توتي , يبدو لي الامر إعتيادي ,
ويبدو لغيري أمرٍ إعجازي , لأنه لا يُدرك أدق تفاصيلك !

# مرآه السحر , إسمها فرانشيسكو . .

في اوقاتٍ ما , يشعر المُتيّم بأقصى درجات الطمأنينه , يعيشها بهدوءٍ كبير ,
وعلى النقيض تماماً يعيش الكاره , كوابيسٍ تُؤرق حياته , وتُعكر صفوه ,
ليست مسأله كُره قدم , أو أداءٍ في ملعب , أو كمٍ مُعين من الأهداف ,
المسأله تتجاوز كل تلك الحدود بسرعةٍ كبيره وفائقه للغايه ,
في ذلك الملعب ترى منه سحراً مُباح , يُمتع ناظريّك ويُنعش فُؤادك ,
وخارج الملعب , تراه نموذجاً إستثنائيه , وقدوةٍ عظيمه يُحتذى بها ,
في ذلك الموسم , وبعد أن توّج نفسه بطلاً على كُل ذلك العالم ,
كان لابُد وأن يكتمل فصل تلك القصه , بنقشاتٍ ملكيّه , كما إعتدنا ,
موسمٍ خُرافي , أداءٍ خيالي , وبمركزٍ مُختلف عما كُنا نشاهده فيه ,
أي جبروتٍ تحمله في جُعبتك , وأي إبداعٍ تفقأ به عيّن المُحايدين ؟
في ذلك الموسم , المسأله لم تكن مُجرد عدد اهداف , او مُستوى مُعين ,
لا , بل الامر فاق ذلك بكثير , حتى اصبح يحتار هذا , ويتوه ذاك ,
الأول يتسائل , ثم يطرح سُؤاله على من حوله , لعله يجد إجابه ,
يا ترى , أي أهدافه أجمل؟ , يا ترى , أي أهدافه أعظم ؟
فتكون الإجابه , عُذراً يا صاح , لطالما كان بكمال صورته عظيم ,
فلتعذرني يا صاح , لطالما كان كذلك , بجمال مُتعته أنيقٍ و جميل ,
هدافاً للكالتشيو , هدافاً لأوروبا , صاحب الحذاء الذهبي , وبمركزٍ جديد !
أي عظمه إعتدت على الظهور بها ؟ , أي جُنونٍ تُريد ان توصلنا إليه ؟
تزداد درجات الغليان في قلوب العُشاق , كُلما شاهدوا صورةٍ لك ,
تزداد نبضات أفئدة المُتيّمين , في كُل إطلالةٍ جديده للملك ,
عواطفٍ لا توصف , مشاعرٍ لا تُحصى , أحاسيس لا تُدرك ,
جوارحٍ لا يُستطاع التحكم بها , ماذا فعلت بنا يا مجنون؟
المكان : بين قلب المُحب وعقل الكاره , الزمان : عصر فرانشيسكو ,
الوقت : عندما تنبض قلوب العُشاق , وتنطق بلا لسان ,

# التاريخ يخضع , وأرقامه تركع !

بعد معاركٍ عديده مع ذلك التاريخ , وبعد جولاتٍ مُتعدده مع عدو الامس ,
وبعد أن ضاقت به الطُرق , وكاد ان يُقطع نفس ذلك التاريخ ,
قرر التاريخ ان يرفع رايته البيضاء , مُستسلماً لذلك الرجل الذي لم يعرف اليأس ,
إعذرني يا فرانشيسكو , طاقتي بدأت تنفذ , لا استطيع المُقاومه وإكمال الجوله ,
فرانشيسكو يُحطم ذلك التاريخ , يُخضعه تحت أقدامه , ويكسر كبريائه ,
بعد أن صمد رقم " نوردال " لأكثر من نصف قرن , وبعد ان عجزوا عنه ,
جاء فرانشيسكو ليُسقط ذلك الجدار بفأسه , ويهدمه بعد أن كان سداً عالياً ,
وكأنه كان يُحدث الجميع , سأبقى صامداً طويلاً , حتى يأتي فرانشيسكو ,
أتى ذلك الرجُل , فما كان لذلك الجدار إلا , أن يركع ويستسلم لعظمته وجبروته ,
كان ولايزال كـ البحر , عطائه وفيراً , وغدره مُؤلماً , هكذا كُنت يا توتي ,
تمت إزاحه ذلك السويدي , من المُقبل يا فرانشيسكو؟ إنه بيولا ,
لنحزم الحقائب معاً , مُستمتعين بتلك الرحله , التي لن تكون طويله !
تمر الأيام , وتمضي السنون , ويُنسى مُدرج الكولسيوم ويُمسح من الذاكره ,
هل هو في روما؟ نحن لا نعرف مَعلمَاً في روما سوى فرانشيسكو توتي !
هذا ما عرفناه معك . . وهذا ما فعلته أنت بذلك المُدرج التاريخي ,
الذي أصبح بفعلتك ماضٍ , تُراث , يُذكر في الروايات فقط لا اكثر !
في صفحات هذه الحياه , نجد مقولةٍ تاريخيه هُنا , وحكمةٍ تُراثيه هُناك ,
بعضها يكون صحيحاً و واقعياً , والبعض الآخر يكون مُجرد هرطقه !
لعل ابرز تلك المقولات هي " لكُل مُجتهدٍ نصيب " , ما أكذبها !
ألم يُشاهدوا كمّيه الإجتهاد الفضيعه التي قام بها ذلك الفتى الاشقر؟
ألم يُشاهدوا كميّه العمل الذي قام به , والذي سطّره في مُختلف الملاعب؟
ألم يُشاهدوا كميّه الأداء ما بين قميصٍ أحمر هُنا , وآخر أزرق هُناك ؟
لا تقُل لي لكُل مُجتهدٍ نصيب , أرجوك صحح تلك المعلومه وغيّرها ,
قُل لكُل مُجتهدٍ إهمال , ولكُل بقرةٍ حلوب , إنجازٍ غير مُستحق ,
هكذا يبدو الأمر عادلاً , وهكذا تبدو الصورة واضحه , وغير مُشوشه ,
إصدقني القول ولا تضع لي وسادةٍ قبيحه لأنام عليها !

# 37 ربيعاً , وفصول حياةٍ لا تنتهي . .

مُنذ اللحظةِ الأولى , وفصول الحياه تُعيد نفسها كـ شريط الذكريات ,
بهجةٍ هُنا , وفرحةٍ هُناك , سعادةٍ هُنا , واُنسٍ هُناك ,
تُلامسها قلوب العُشاق , وتعيش معها كل التفاصيل بلحظةٍ واحده ,
مشاعرٍ وأحاسيس , لا حصر لها , ولا تعداداً يُحصيها ,
قصةٍ كُتبت بدموع السنين , وروايةٍ سُردت بدماء الإنهاك ,
أصغر تفاصيلها لا يُمكن ان تُروى , بل تُعاش وتُحس ,
رجُلٍ ذو جيناتٍ مُختلفه , تجعل منه إستثناء في كُل شيء ,
مُستثنى من المُقارنات , من الإحصائيات , من النقد ,
رجُلٍ نصب كُرسيّه فوق هامات سُحب التاريخ ,
جلس هُناك , وبدأ يتفرج على من يستطيع اللحاق به ,
هل يستطيع ؟ رُبما فليحاول؟ عُذراً يا تاريخ , لا غلبةٍ إلى لفرانشيسكو ,
دعهم يُحاول مراراً وتكراراً , المحاوله للوصول إليك شرف ,
ولكن الوصول إلى أخمص قدميّك يكاد يكون أمراً مُستحيلاً ,
هكذا كانت تفاصيل المُحاولات , وهكذا كان الفشل شريط نهايتهم ,
كُل عام , وأنت للمُتعه عنوانها , كُل عام وأنت للسحر أصله ,
كُل عام , وأنت للعُشاق ملكٍ , وكُل عام وقلوبهم كُرسي مملكتك ,
كُل عام وأنت للتاريخ سيداً , وكُل عام والتاريخ لحضرتك يخضع ,
كُل عام وأنت للملعب مُعلماً , وكُل عام , والملعب لجنابك ينحني ,
كُل عام , وأنت للكُره اُستاذها , وكُل عام والكُره لك خير تلميذ ,
كُل عام , وأنت للقلوب مُلهماً , وكُل عام والقلوب لك أسيره ,
كُل عام , وأنت للكارهين كابوساً , وكُل عام , لهم خير مُلجم ,
كُل عام , وأنت للحاقدين عثره , وكُل عام , وأنت وحشه قبور ,
كُل عام , وأنت للإعلام مُخرس , وكُل عام , وأسلوب الرد أعظم صفعه ,
كُل عام وأنت للقلم إلهام , وكُل عام , والقلم لك لسانٍ مشلول ,
كُل عام وحُضورك يُنعش قلوبنا , وكُل عام وأنت لنا خيّر معشوق ,
كُل عام والمُتعه بخير , وكُل عام والسحر بأفضل حالاته ,


كُل ما كُتب , لن يُنصف جُزءاً بسيطاً , من تلك الأحلام التي لامسناها معك ,
كُل ما دوّن , لن يُضيف لتاريخك شيء , وسيكون جداً مُتواضع بحقك ,
كُل ما كُتب , ما هو إلا شيءٍ بسيط , نُقدمه للملك في يوم ميلاده ,
مُناسبةٍ قوميه , شعبيه , وطنيه , نحتفل بها نحن شعب الرومانيستا ,
نعيش أجمل تفاصيلها , ونُكرر أحلى ذكرياتها , في كل عام , في ذات اليوم ,
أعذر ذلك القلم لتواضع مُفرداته , اعذر ذلك القلم لتواضع ما خطّه ,
كُل عظيمٍ يتواضع في حضرته , هكذا إعتدنا , وهكذا عوّدنا ,
وهكذا كان حاضرنا الجميل , في حضره ذلك الملك الأنيق ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أعظم عاشقين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أجمل مُتيّمين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أكبر مجانين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام وعقولنا تنام في جيبك !
كُل عام والمُتعه بخير , وكُل عام والسحر بأفضل حالاته ,
شُكر خاص جداً , لصديقي العزيز رائد 10 لهذه التصاميم الجميله ,
والتي اضفت الكثير من الجمال لهذا الموضوع البسيط ,
أخوكم / محمد , 