.
.
.
.
.
" أول الخطوات . . أعظمها "

موسمٍ جديد . . بطموحاتٍ أكثر تجدداً . . رغبةٍ مُختلفه . . آمالٍ مُتعلقه . . بمُستقبل يُعتقد بأنه سيكون مُختلف . . عن التجارب السابقه . .
على قدر الأماني دائماً تكون التطلعات . . من كان في الأزمات الإنهزاميه مُبدعاً . . من الأولى أن يكون ساحراً في أزمان النهوض المُشرقه . .
بالأمس في زوبعه الإخفاقات مُتوّهجاً . . واليوم إشراقه المُستقبل تزيد تألقه . . بالأمس كان يُقال ويُثنى عليه . . واليوم إستمر ذلك المنوال بإختلاف الظروف . .
أول خطوات الموسم الجديد بالنسبه للكابيتانو كانت عظيمه للغايه , بغض النظر عن تأثيره الفني , الا انه نفسياً كان يحمل الفريق على كتفيّه . .
عُنصر إضافي لن تجده في أي مكانٍ آخر , المسأله ليست مديح , أو الإسهاب بالثناء , ولكن كُل ما في الامر توضيح حقيقه تستحق ان تُذكر وتُوضح ,
معه يكون الحافز أكبر مما يكون عليه من دونه . . جُرعه أمل . . دفعه شجاعه . . تأثيرٍ عظيم على كُل ما يتعلق بأجواء الفريق العاصمي . .
مع أول لقاء للفريق في هذا الموسم . . وتحت قياده الملك فرانشيسكو . . تبيّن مدى قوّه تأثيره على الفريق . . لم يدع ذلك اللقاء يمر مرور الكرام . .
مع أول لقاء . . ومع اول بدايه . . ( أسيست ) ملكي . . كما جرت العاده . . إن لم تهتز الشباك بأقدامي . . ستهتز بأقدام غيّري عندما أسمح له !
مُنذ اللمسات الأولى . . يُشاهد . . يترقب . . ينتظر اللحظه . . ثم يصدر الأمر . . من الملك إلى الأمير . . إنها لك . . سجل يا دانييلي !
هكذا كانت البدايه . . وهكذا كان السيناريو . . فما كان تأثير الحضور إلا عادةً إعتاد عليها المُتيّم . . ورُبما لم يُدرك قيمتها المُحايد بعد !
ثاني اللقاءات لم يكن مُختلفاً عن سابقه , ذات الحضور , ذات الكاريزما , ذات التأثير , دائماً ما كانوا حاضرين بمُجرد حضوره . .
روما تنتصر على فيرونا . . بيّن شعبها . . وفي مملكتها ( الاولميبيكو ) بثلاثيةٍ نظيفه . . أول الأهداف؟ لابُد وأن يكون عبر قدميّه . .
نفس التحضير . . نفس النظره . . نفس الإقتناص . . تحضين على كُره . . ثم نظره . . ثم تمريره إلى ( مايكون ) . .
إنطلق يا إبن السيليساو . . سجّل . . فما يكون تفاعل البرازيلي . . إلا على قدر المكرمه الملكيه يا فرانشيسكو . .
في ذات اللقاء . . وبعد " 3 " دقائق فقط . . هديةٍ اخرى يُمررها للبوسني بيانيتش . . سجّل يا برينتشيبي !
فما يكون التنفيذ الا على قدر التطلعات . . ليُسجل البوسني أحد اجمل أهداف الموسم . . وعلى طريقه من مرر له الكره !
" موصله الإبداع . . عادات الملوك "

إنتهت تلك الليله بأفضل صوره وأجمل حُله . . إبن الـ " 37 " عاماً يُسجل حضوره مع هذا الموسم الجديد بقوةٍ مُفرطه . .
( 3 ) " أسيست " في مُباراتيّن فقط . . أمر سيكون مُذهل لمن لا يعرف فرانشيسكو , ولكن من يعرف سيُدرك انه امر طبيعي !
لا للتوقف . . لا مجال للراحه . . ولا سبيل للإبداع سوى التقدم بنفس القوه . . نفس الحضور . . نفس التقنيه الـ ( توتيّه ) !
لقاءٍ آخر يدخل برغبةٍ أكبر . . الغريب في الأمر أن في هذا اللقاء فرانشيسكو لم يصنع أي هدف , على الرغم من إنتصار روما بثلاثيه ,
من كان الخصم؟ لم يكن سوى " بارما " ضحيّته المفضله , يدخل اللقاء وفي رصيده " 18 " هدف في تلك الشباك المُحببه لقلبه ,
توتي لم يصنع أي هدف في ذلك اللقاء , ولكنه سجّل هدف جميل , بكونترول من زمان " دينيس بيرغكامب " . .
وكأنه يُوجّه رسالةٍ مُختلفه للجميع . . ( حضوري ليس كـ أي حُضور . . إن لم اصنع . . لن تمر من دون أن اُسجّل ) !
يتقدم في السن . . يتغيّر المُدربين . . يتغيّر الإسلوب . . يختلف التكتيك . . إلا هوّ يبقى ثابتاً كما الذهب . . لا تُغيّر قيمته السنين !
إنتهت تلك المرحله كما خطّط لها المُلهم . . دخل برغبه الإنتصار ولا شيء غيّره . . وما كانت النتيجه الا على قدر التخطيط . .
يطوّي تلك الصفحه . . ثم يُخطط لـ الليله الأعظم ! . . إنه الديربي الكبير يا فرانشيسكو . . في قلب الاوليمبيكو ستكون المعركه !
قُلت بأنها سيكون لها . . وكان دائماً كما كُنت اعتقد . . بدأت الليله الكُبرى . . الاوليمبيكو مُكتظ . . كان أشبه بالمياه والنار . .
جانبٍ أحمر مُشتعل . . لا يتوقف عن الهتاف لمن كان يعشق دائماً . . وجانبٍ أزرق لا يختلف عن جاره كثيراً . .
وفي الليله الكُبرى . . دائماً ما يظهر الكبار . . مثلما قُلتها بالأمس . . خُذ وسجّل يا مايكون . . أتى دور الظهير الآخر الآن . .
إنظر لها يا بالزاريتي . . إنها في طريقها لك . . هل ستُودعها في شباكٍ ننتظر إهتزازها ؟ نعم! فيديركو كان لها كما أردت !
" مهما تقدم السن . . الموهبه لا تشيخ "

ومع إنتهاء تلك الليله المُنتظره . . وختامها مثلما تم التخطيط لها . . بدأت الأفراح تدُب في قلب العاصمه . .
روما حمراء . . روما حمراء . . هذا ما كان يُردده الجماهير بعد إنتهاء تلك الليله العظيمه . .
تم طوّي صفحه ديربي الكابيتالي , ثم التفكير فيما هو قادم , إنه سامبدوريا في " لويجي فيراريس " . .
أحد أصعب الملاعب بالنسبه لروما في السنوات الأخيره . . ولأن الموسم بدأ مُختلفاً . . كان لابُد ان تختلف الظروف . .
الفريق يدخل المباراه بحماسٍ كبير . . وبرغبةٍ أكبر . . ومثلما عوّدنا الفريق في هذا الموسم . . روما لاتُسجل في الشوط الاول!
إنتهى الشوط الاول سلبياً , وكان لابُد وأن يتدخل توتي لحل تلك المُشكله , بن عطيّه يُسجل الأول بطريقةٍ مُذهله . . التقدم حضر . .
ولكن هدفٍ واحد لا يُطمئن , ومع تكرار ضياع الفرص , كان من المُمكن ان ينتهي اللقاء بطريقةٍ لا يُحبذها أي جيالوروسو !
توتي يحضر , يُمرر لجيرفينهو , ليُعطيه الإشاره بتسجيل أول أهدافه مع الرومانيستا هذا الموسم , تمت المُهمه بنجاح !
الفريق يُحقق حتى الآن العلامه الكامله , والفضل يعود بعد الله والمُدرب إلى توتي , في كل مباراه بصمه , في كل مباراه اسيست!
إبن الـ " 37 " عاماً يمر بفورما خُرافيه , يُحسد عليها كُل رومانيستا , إلى الامام يا فرانشيسكو , إلى الأمام يا رومانيستا !
المُباراه التي تليها كانت مُختلفه بالنسبه لفرانشيسكو , قبل يومين من إنطلاق المُباراه , توتي إحتفل بعيد ميلاده السابع والثلاثين ,
بالإضافه الى ذلك , في يوم عيد ميلاده جدد عقده , ليكون قد انجز بالفعل مُهمته , سيُنهي مسيرته في الفريق الذي يعشق ويُحب !
كل تلك المشاعر كانت كفيله بجعل مباراه بولونيا خاصه جداً بالنسبه لفرانشيسكو , في تلك المُباراه قدم توتي أداء كبير جداً ,
مثلما فعل في المباراه السابقه , يُكرر نفس اللقطه ولكن في ملعبٍ مُختلف , في قلب الاوليمبيكو , تتكرر تلك البادره مجدداً ,
خُذها يا جيرفينهو , إنها لك , ضع بصمتك في الملعب , وإحفرها في قلوب المُشجعين , جيرفينهو استقبل الهديه ولم يرفضها ,
سُلّم الإبداع نصبته لك يا إيفواري , عليّك فقط ان تُحسن طريقه تسلّقه , على قدر الهديّه , كان التنفيذ يا فرانشيسكو !
في نفس المباراه تذكر توتي أنه لم يصنع لـ " بن عطيه " , فما كان واجب أهل الدار , إلا إكرام الوافدين الجُدد ,
أسيست آخر من فرانشيسكو إلى المهدي بن عطيه , والتسجيل من إبن الأطلس كان على طريقه " إبرا كادابرا " !
هل إكتفيت يا فرانشيسكو ؟ لقد أنهيت اللقاء ! . . لقد أنجزت المُهمه ! كُل شيء قد تم! ( ليس بعد يا رومانيستا ) !
قد اتوقف الآن . . ولكن في الليالي المُقبله , لابُد وأن اقوم بما اعتدت عليه , حمل معشوقتي على كتفيّ !
" ليالي الكبار . . لا تُريد إلا الكبار "

بعد مُضي تلك الليله . . وبعد إنتهاء أول الإختبارات الكُبرى ضد لاتسيو في الديربي العاصمه . . يأتي الآن إختبارٍ آخر ,
روما سيحل ضيفاً على الإنتر في الجوسيبي مياتزا , أحد الملاعب المُفضله والمُحببه إلى قلب فرانشيسكو توتي . .
وكما هي عاده الكبار , في الليالي الكُبرى لابُد وأن يُسجلوا حضورهم , ما كان من فرانشيسكو الا ان يُسجل الحضور !
ليلةٍ مُختلفه . . ومن أجل الإستمرار بالزحف , كان لابُد وأن يختم الملك بختمه الملكي . . " دوبيّتا " يا نيراتزوري !
وكما أسلفنا سابقاً , وكما هي المقوله المُعتاده , إن لم يصنع فرانشيسكو , لابُد وأن يُسجل , تأكدت تلك المقوله هُناك ,
توتي لم يصنع أي هدف في تلك المُباراه , ولكنه سجّل هدفين , ليُؤكد أنه يحفظ الجوسيبي مياتزا أكثر من أركان بيته !
مثلما مرر لجيرفينهو في المباراه السابقه ضد بولونيا , ها هو يرد له الإيفواري تلك الهديه مره اخرى في ملعبٍ آخر ,
أهديّتني إياها يا إيفواري مثلما فعلت , إن لم ترفض أنت هديّتي بالأمس , لن يكون ردي على هديّتك إلا قبولٍ وإمتنان . .
الملك يُسجل الأول ويُسجل الأسبقيه لمعشوقته . . ولكن لضمان النتيجه كان لابُد من مُضاعفه النتيجه . . وهذا ما حدث . .
بعد نصف ساعه تقريباً . . ومن نُقطه الجزاء . . يُسجل فرانشيسكو الثاني . . ومرة أخرى في شباكك يا هاندانوفيتش !
في آخر أهداف اللقاء . . توتي لم يصنع الثالث . . ولكن كان له الدور الأكبر في ذلك الهدف . . تأثيره كان واضح . .
من بين " 3 " لاعبين . . توتي يحتضن الكُره . . يُمررها من بين الأقدام لتصل إلى الهولندي ستروتمان . .
" الطاحونه " ينطلق . . يُناظر . . يُمرر لفلورينزي . . ولتُصبح ليله " روماوّيه " خالصه . . كان يجب عليك التسجيل يا فلورينزي . .
فلورينزي يُسجل قبل نهايه الشوط الأول . . لتُصبح النتيجه " 3-0 " . . وكل الأهداف بأقدام " رومانيستا " اباً عن جد !
" ضريبه الإبداع قاسيه يا فرانشيسكو "

وسقط الملك ! . . وكان السقوط مُؤلماً وقاسياً يا فرانشيسكو . . ومُنذ ما يُقارب الشهر . . وروما تحتضر !
تنتظرك تنهض . . لتقوم وتنتشلها مما هي فيه ! . . وليُشاهد الاوضاع من كان ينتقدك بالأمس . . ويقوم هرم!
هذا من كُنتم تنتقدونه . . هذا من كُنتم تُهاجمونه . . إن كان مُعافى . . حضر وحمل الجميع بحضوره . .
وإن سقط . . لا يستطيع احداً حتى ان يحمل نفسه ! . . مع خروج توتي مُصاباً ضد نابولي , تأزمت الاوضاع . .
بعدما كانت روما تُسجل في المباراه الواحده " 3 " و " 5 " أهداف . . أصبحت لا تُسجل الا هدفاً , وبشق الأنفس !
الحقيقه المُؤكده التي تتضح للجميع , هي ان توتي في كل مُباراه لعبها صنع أهدافاً , بإستثناء مُباراتين فقط ,
مُباراه بارما . . وحينها سجل هدفاً . . ومباراه الإنتر . . ووقتها سجل هدفيّن . . مما يؤكد قوه تأثيره على الفريق . .
إن لم يُسجل . . يصنع . . وإن حضر يحضر معه الإبداع . . وإن غاب . . حضرت المعاناه والمشاكل . . وبقوه !
في ذلك الغياب , قُسم عقل المُحب الى قسمين , القسم الأول يتمنى إستمرار الفريق بنفس الوتيره على طريق الإنتصارات ,
والقسم الآخر لايزال يُفكر بمُلهمه , كيف ستكون حالته , وكيف ستكون وضعيته , وماذا سيحل بالفريق بغيابه المرير . .
على الرغم من أن النتائج في غيابه لم تكن بذلك السوء . . وكانت تُحقق المطلوب كما حدث ضد نابولي , اودينيزي , كييفو ,
إلا ان الأداء لم يكن مُقنعاً , وكأن الفريق لا يعرف كيف يبني الهجمات ويصنع الأهداف , وكأن تلك المُهمه لا يُتقنها سوى توتي ,
سوء أداء الفريق في مُده غيابه وأثناء اصابته كان يُؤكد انه لا يُمكن لأي لاعب ان يُغطي مكان فرانشيسكو , أو حتى يُقدم نصف مايقدمه ,
تتوالى المُباريات , ولايزال الأداء غير مُقنعاً , سقوط في تورينو , ثم إخفاقٍ آخر في روما أمام ساسولو , وأمام انظارك يا توتي !
" طريق توتي فقط . . يُؤدي إلى روما "

سابقاً كان يُقال . . كُل الطرق تُؤدي إلى روما . . قد يكون صحيحاً للبعض . . ولكن بالنسبه للرومانيستا الوضع ليس كذلك . .
لا يوجد طريقٍ يُؤدي لها . . سوى قدميّه . . سوى بأوامره . . سوى بإبداعه . . سوى بحضوره . . سوى بتوتي !
غيّروا تلك المقوله الآن ارجوكم . . لا طريقٍ يتحمل عبئها . . ولا شخصيةٍ تتحمل إخفاقها . . ولا اُناسٍ قادرين على النهوض بها . .
هو فقط من يعرف كيف يتحمّل مسؤوليتها . . هو فقط من يعرف كيف يحملها على كتفيّه . . هو فقط قادر على الوصول بها الى القمه . .
في سن الـ " 20 " . . أو حتى في الـ " 30 " . . أو وصولاً إلى " 37 " . . تلك الشخصيه الفريده ثابته لا تتغيّر بتغيير الازمنه . .
روما هي روما . . الجيلاروسي هو الجيلاروسي . . توتي هو توتي . . الكابيتانو هو الكابيتانو . . الظروف تتغير . . الا هم لا يتغيرون !
حتى يحين موّعد عوّدته . . حتى تفارقه تلك الإصابه اللعينه . . حتى تحين لحظه إستقبال العروس لعريسها الوسيم . . يجب ان تُعلن . .
يجب على روما ان تُنكّس أعلامها . . يجب ان تُعلن الحداد . . يجب ان تُعلن للعالم أجمع . . ستنهض المملكه . . عندما يتعافى الملك !
إن كان " نيرون " في السابق . . بجنونه أحرقها . . اليوم ( توتي ) بسحره وإبداعه يُعيد تعميرها . . حقيقةٍ يجب ان تُفهم !
ليست كُل الطرق تُؤدي إليكِ يا روما . . طريق توتي فقط . . هو من يصل العالم بتلك العاصمه الخالده !!

شكراً . .
بقدر إشتياقنا لك . .
بقدر وفائك لنا . .
بقدرهيبه حضورك . .
شكراً . .
على ماقدمت وستُقدم . .
على الحُب والعشق والوفاء . .
على شعارٍ عشقته كأبنائك . .
شكراً . .
من مُحب لازال ينتظرك . .
من عاشق آلمه غيابك . .
من مُتيّم أنهكه سقوطك . .
شكراً . .
لك يا إسطورتي ومُلهمي . .
لك يا عُيــون إشتيــاقي . .
لك نبضات فُؤادي وحنيه . .
شكراً . .
وإلى لقاءٍ قريب !
أخوكم / محمد !