كُرة القدم ليست لعبة من أجل الفوز أو الهزيمة فقط وليذهب أي شىء آخر للجحيم، لا تهتم بالأهداف والكم فقط، من يري اللعبة بتلك النظرة الضيقة فقد فاته الكثير والكثير، هُناك فرص ستظل علامة في كُرة القدم رغم عدم فوزها بألقاب، برازيل 1982 حصل علي شهرة أكبر من المنتخب الإيطالي الفائز بالمونديال وقتها. " الأرقام تُسجل في الدفاتر لكن طريقة اللعب هي من تظل عالقة في الأذهان " هكذا قال آريجو ساكي في وصف الجانب الخفي من الساحرة المُستديرة.
روما في 2007 واحده من الفرق التي أوجدت لمسة مُختلفة في الملاعب الأوروبية، اللعب بطريقة 4/6/0 بدون مُهاجم صريح والوصول إلي مرمي المُنافسين في مناسبات عديدة، كانت مُغامرة غير عادية من المدير الفني الإيطالي " سباليتي " وكتيبة عاصمة الخلود، مدينة الرومان التي ذكرت في كتب التاريخ بعدد أهداف فريقها الأول طوال مشواره الكروي في الملاعب الإيطالية والعالمية.
ظروف الإصابات أجبرت سباليتي علي إجراء تعديلات جوهريه في تشكيلته، متاعب الذئاب حعلت المدرب يُحاول إكتشاف طرق آخري وحلول جديدة من أجل اللحاق بركب الفرق المنافسة، اللعب بأكثر من تكتيك وبتشي الأفكار المُمكنة حتي وصل في النهاية إلي إستراتيجية 4/6/0 التي تتحول في الملعب إلي 4/5/1/0
4/5/1/0 دوني في حراسة المرمي، خظ الظهر مكون من الرباعي، بانوتشي، ميكسيس، خوان، تونيتو. بينما في الوسط، يوجد دي روسي كإرتكاز دفاعي صريح أمامه بيروتا لاعب وسط حر وبيتزارو صانع لعب من العمق. فوزينيتش يلعب علي الجناح الأيسر ليدخل في العمق أثناء الهجوم بينما يتواجد مانشيني علي الرواق الأيمن، توتي صانع اللعب الذي يُصبح مهاجم وهمي أو فيما يعرف بالـ False Striker .
توتي فعلاً يلعب في الأمام، لكنه لا ينتظر الكُرات داخل المنطقة بل يتحرك كثيراً، ويعود إلي الوسط من أجل الإستلام والتسليم. فرانشيسكو يلعب كـ تريكواريستا بالأصل، يتحرك بين دفاعات ووسط الخصم لكنه في هذا الموسم أصبح يسعد بشكل أوضح إلي الأمام وزادت نسبة أهدافه أمام المرمي.
تمركز توتي في هذا المكان الجديد أربك حسابات مُدافعي الفرق الأخري، ملك روما لا يتواجد داخل منطقة الجزاء لذلك يجد لاعبو الخصم أنفسهم دون القدرة علي مراقبة أي لاعب، بالإضافة إلي عودته إلي خط الوسط يؤدي إلي زيادة لاعب إضافي، يُصبح وسط روما مكون من أربع لاعبين وبالتالي زيادة نسبة الإستحواذ والسيطرة علي الكُرة.
ميزة آخري إلي سباليتي، القدرة علي لعب المرتدات بخطوات سريعة ومُفاجئة، فوزينيتش ومانشيني ثُنائي يمتاز بالسرعة والخفة، تمريرات بيتزارو السحرية مع إنطلاقات دي روسي وبيروتا من الخلف، عوامل تشعر حينما تشاهدها أن روما يدافع ويهاجم عن طريق كُتلة واحدة، مجموعة علي قلب ذئب واحد فقط.
توتي ليس مهاجم صريح لكنه سجل هذا الموسم 26 هدف، أرقام عالية تُشير إلي نجاعه أفكار سباليتي وقدرات الملك الغير طبيعية، ميركو يلعب علي الجناح ويتحول إلي عمق الملعب أثناء الهجوم، فاتحاً المجال أمام الظهير الأيسر من أجل التقدم، تبادل المراكز وعدم التقيد بحيز المكان أمور ساهمت في تفرد الفريق خلال تلك الفترة.
دي روسي وجد نفسه في دور الـ Holding، الاعب الذي يُغطي وراء خط الوسط ويتقدم إلي الأمام أثناء الهجوم، تمريراته دقيقة، وإنطلاقته قوية، إضافة غير عادية لوسط روما، وأعطي أريحية تامه إلي دافيد بيتزارو من أجل صناعه الهجوم توزيع الكُرات إلي الهجوم وعلي الأطراف، مانشيني هو الآخر قدم موسم عظيم وصنع إسم لنفسه علي الجبهة اليمني، لكنه بعد ذلك إنتقل إلي الإنتر وأضاع كل ما صنعه في الأولمبيكو.
حصل روما في هذا الموسم علي المركز الثاني في الكالشيو لكنه عوض هذا التأخر بفوز كاسح علي بطل الدوري إنتر ميلان في نهائي الكوبا، إنتصار تاريخي بستة أهداف مقابل هدفين " 6 - 2 " في ذهاب الفاينال بالعاصمة، ورغم الهزيمة في الجوزيبي مياتزا إلا أن رفاق توتي حققوا البطولة عن جدارة وإستحقاق.
اللعب بمهاجم وهمي، أربع لاعبين في الوسط وبعض الأحيان خمسة، تفوق الأطراف في صناعة الفارق، تنوع الهجوم من العمق وعلي صعيد الأجنحه، كُلها ظواهر تضع جيل روما 2007 في مصاف أندية العقد، لم يفز ببطولات عديدة لكنهم قدموا كُرة قدم لا تٌنسي في موسم أعلن فيه توتي أمام الجميع أنه لاعب ذو تركيبة خاصة وفريدة من نوعها في الملاعب الإيطالية والأوروبية.
تبقي الهزيمة القاسية أمام مانشستر يونايتد بدوري الأبطال وصمة عار في مشوار هذا الفريق، رغم تقديم الذئاب لعروض رائعة بالشامبيونز وتخيطة عقبة ليون في دور الـ 16 ثم الفوز ذهاباً علي اليونايتد بهدفين مقابل هدف إلا أنهم سقطوا في فخ السُباعية التاريخية في الأولد ترافورد أمام شياطين إنجلترا.
اللعب بخطة 4/6/0 أمام المان أفقدت الذئاب التوازن، لكن برشلونة في نهائي ويمبلي الشهير 2011، لعب بميسي كمهاجم وهمي وبدون مهاجم صريح، التيكي تاكا في أعظم صورة لها تتفوق بإمتياز علي كتيبة السير أليكس فيرجسون، من المُمكن القول بأن موهبة ميسي الغير بشرية، وأداء تشافي وإنيستا وصل إلي عنان السماء، تفرد جوارديولا وبرستيجه، إلا أن تحقيق إنتصار بدون مهاجم صريح أعاد لي ذكريات اللقاء الغريب في 2007.
واحدة من أجمل مباريات روما 2007 . . روما 6 - 2 إنتر . . نهائي كوبا إيطاليا
رد: روما 2007 .. أداء مُمتع بفكر مُختلف ؛ وحظ قليل !
موضوع رائع
وذكريات خالدة
وخطة أكثر من ممتازة
مع اني مؤمن بأنه لا يوجد خطة ناجحة وأخرى فاشلة بل جميع الخطط رائعة ولكن طينة اللاعبين هي اللي تفرق وتحدد أي خطة هي الأفضل
رد: روما 2007 .. أداء مُمتع بفكر مُختلف ؛ وحظ قليل !
موضووع جمميل ذكرياات اجممل لاكن اتعسها خسارة السباعيه يالرووماان
وبأذن الله نرجع لدوري الابطال اشتقنا لروما امام كبار اندية اوروبااا
فممن ينسى تخلف روما في شوط امام البايرن والكل بين الشوطين قال عودة روما مستحيله
الالمان لايتهاونون وصعب في شوط تسجل ثلاث اهداف لاكنهم نسوو روما وجحيم الاوليمبكوو
ايام لاتنسى واشتقنا لها ولعودة روما للمسر الصحيح والمكان الصحيح كل التوفيق لمعشوقتي
فوورزا رووماااا مهما وصلت سأظل مهوووس بهذا الشعاار
رد: روما 2007 .. أداء مُمتع بفكر مُختلف ؛ وحظ قليل !
سبحان الله قبل مشاهدتي لهذا الموضوع كنت ابحر في اليوتيوب في مشاهدة مباريات روما 2007
قعلا اداء من اجمل ما يكون التعادل في ميلان في كاس ايطاليا ذهابا 2_2 بعد ما كنا متاخرين 2 صفر ثم الانتصار 3_1 في الاولومبيكو ثم الانتصار على الانتر 6_2
موسم من اجمل المواسم لكن هزيمة اليونايتد جعلت هذا الموسم من اسوء المواسم
رئيس اللجنة الإخبارية مشرف المدرج الجنوبي والإستاد الأولمبي
رقم العضوية : 12026
تاريخ التسجيل : Jul 2007
الدولة : Egypt
العمر :
الجنس :
النادي : IL Mio Roma <3
مكان الإقامة : R4E
عدد المشاركات : 59,416
عدد النقاط : 2342284
قوة الترشيح :
رد: روما 2007 .. أداء مُمتع بفكر مُختلف ؛ وحظ قليل !
لي عودة
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
يرتوي بالحب قلبي ، حب خير رُسل ربي ..
من به أبصرت دربي ، يا شفيعي يا رسول الله .
أيها المُختار فينا ، زادنا الحب حنيناً .
جئتنا بالخير دينا ، يا ختام المُرسلين ..
يا حبيبي يا مُحمد ..
رئيس اللجنة الإخبارية مشرف المدرج الجنوبي والإستاد الأولمبي
رقم العضوية : 12026
تاريخ التسجيل : Jul 2007
الدولة : Egypt
العمر :
الجنس :
النادي : IL Mio Roma <3
مكان الإقامة : R4E
عدد المشاركات : 59,416
عدد النقاط : 2342284
قوة الترشيح :
رد: روما 2007 .. أداء مُمتع بفكر مُختلف ؛ وحظ قليل !
هذا المُوسم بالذات من الصعب إن لم يستحيل نسيانه لجمهور روما ..
موسم ما بعد الموُنديال ، موسم 2006-2007 ..
عودة روما للألقاب لأول مرة ما بعد السوبر مع كابيللو ، أو لنقول بعد الأسكديتو مع كابيللو ..
توتي يفوز بالحذاء الذهبي ، إنفجار لاعبين أمثال فوزنيتش وأكويلاني ..
كان سباليتي رائعاً بكل المقاييس ، إصابة مونتيلا وحتى نوندا أجبرت سباليتي على إعادة التفكير وأتذكر أن توتي طلب وقتها اللعب كمُهاجم وقد كان .. توتي صانع الألعاب وبداية رحلة الـ مُهاجم الوهمي التي إنتشرت لاحقاً وقليلين من يتذكروا أن روما كانت من أوائل إن لم تكن أول فريق لعب بها بتكتيك سباليتي وتالق توتي ..
بعيداً عن دوني الذي قدم مُوسم إستثنائي رغم تواضعه بشكل عام ، قلبي الدفاع مكسيس وتشيفو ثنائية رائعة وقتها ، ماكس تونيتو على اليسار وكريستيان بانوتشي على اليمين ، بيتزارو الريجستا وبجواره الفكاك دي روسي .. مانسيني وفوزنيتش ومعهم بيروتا خلف رأس الحربة توتي .. تشكيلة فازت بأقل مما تستحق حقيقةً ..
شكراً باسم ، تأخرت في الرد على الموضوع وأتمنى أن تُعذرني بسبب إنشغالي ..
شكراً من جديد وارجو أن لا تحرمنا من مقالاتك بشكل دائم في القسم ..
سيمبري فورزا روما ..